الرئيس الفرنسي يدعو لإنقاذ الاتحاد الأوروبي
نشر بتاريخ: 17 أبريل 2020

أكد الرئيس الفرنسي “ايمانويل ماكرون” في حديثه لصحيفة “فاينانشال تايمز” أن الاتحاد الأوروبي يواجه الآن “لحظة الحقيقة” والتي تستدعي من الدول الأعضاء المزيد من التضامن في مواجهة جائحة “كوفيد-19”.

وأضاف الرئيس الفرنسي الذي تنحاز بلاده إلى جانب مجموعة من دول جنوب أوروبا كاسبانيا وايطاليا والبرتغال، بأنه لا سبيل سوى إنشاء صندوق استدانة مشتركة يهدف إلى تقديم الدعم لتلك الدول المنكوبة لمساعدتها في مواجهة تداعيات انتشار فيروس كورونا.

وقد دعت هذه البلدان إلى اعتماد ما يسمى بـ “سندات كورونا “التي من شأنها تجميع ديون الدول الاعضاء، إلا أن هذه الخطة واجهت معارضة من قبل بعض الدول الأوروبية على رأسها ألمانيا وهولندا والنمسا.

وحذر الرئيس الفرنسي من أن الفشل في تعزيز التضامن بين الدول الأعضاء قد يؤدي إلى نهاية الاتحاد الأوروبي.

وأضاف ماكرون “أنه إذا لم نتمكن اليوم من مواجهة هذه الازمة، فستكون هذه بمثابة فرصة ذهبية للشعبويين للفوز في ايطاليا واسبانيا وربما في فرنسا وفي أماكن أخرى”، وهذا بدوره سيؤكد الادعاءات القائلة بأن الاتحاد الأوروبي لم يستطع تقديم المساعدة إلى أعضاءه من أجل مواجهة النتائج الكارثية التي سببها إنتشار وباء كورونا.

وعلق ماكرون “بأنه قد يسود انطباع لدى الناس بأن البعض يؤيدون الاتحاد الأوروبي فقط عندما يتعلق الأمر بتصدير منتجاتهم إليك، وأنهم مع أوروبا عندما يتعلق الأمر بالحصول على العمالة الموجودة لديك وإنتاج قطع غيار السيارات التي توقفنا عن إنتاجها محليًا، لكنهم ليسوا مع أوروبا عندما يتعلق الأمر بتقاسم العبء.

وجاءت تعليقات ماكرون بعد يوم واحد من إصدار رئيسة المفوضية الأوروبية “أورسولا فون دير لاين ” اعتذارًا عميقًا لإيطاليا بشأن بطء استجابة الاتحاد الأوروبي للأزمة الصحية. وأبلغ رئيس الاتحاد الأوروبي البرلمان أن “الكثير منهم لم يكونوا موجودين في الوقت الذي كانت فيه إيطاليا في حاجة إلى المساعدة في البداية” ولكن الكتلة الأوروبية أصبحت “الآن قلب التضامن النابض للعالم”.

يأتي ذلك الحديث بعد أن وجدت ايطاليا أن الاتحاد الأوروبي لم يتخذ مواقف قوية لمساعدتها على تجاوز محنتها في مايخص انتشار وباء كورونا على أراضيها وأن هناك دول أخرى من خارج الاتحاد الأوروبي مثل كوبا والصين وروسيا هبت إلى نجدتها وإلى تقديم يد العون من خلال إرسال الفرق الطبية والأدوات الصحية اللازمة للمساعدة في مواجهة تفشي هذا الوباء.

وتأتي ايطاليا في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة في الدول الأكثر تضررًا على مستوى العالم من حيث عدد الوفيات التي سجلت حتى الآن أكثر من 22,000 حالة وفاة مرتبطة بفيروس “كوفيد-19” مما جعلها توجه انتقادات حادة لدول الاتحاد الأوروبي التي تخلت عنها في توفير المستلزمات والمعدات الطبية اللازمة لمساعدتها على مواجهة تفشي الفيروس وهو أيضًا ما دفع بعض المواطنين في إيطاليا إلى حالة من الغضب أدى بهم إلى أن يقوموا بحرق علم الاتحاد الأوروبي.

وفي الشهر الماضي كان رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي قد حذر من أن هذا الوباء قد يُبقي على الاتحاد الاوروبي قائمًا أو قد يعجل بإنهاءه في الوقت الذي يكافح فيه نظامه الصحي تحت وطأة الوفيات والإصابات، وشدد في ذلك الوقت على أنه إذا “لم تظهر أوروبا نفسها على مستوى هذه المهمة، فإن المشروع الأوروبي برمته يخاطر بفقدان سبب وجوده في أعين مواطنينا”.

  • شارك:

اتصل بنا

  • Check-iconإرشادات بشأن المستندات المطلوبة
  • Check-iconالمساعدة في تعبئة الاستمارة
  • Check-iconمواعيد التقديم
  • Check-iconمعلومات بلغات متعددة
  • Check-iconخدمة خالية من المتاعب
  • Check-iconدعم مباشر على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع