هل ستشترط دول شنغن على المسافرين إليها امتلاك جوازات سفر لقاح كورونا؟
نشر بتاريخ: 01 أبريل 2021

في الوقت الذي تواصل فيه الدول الأوروبية جهودها لتطعيم مواطنيها ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، يتطلع المسافرون بلهفة إلى مستقبل يستطيعون فيه زيارة القارة الأوروبية دون الحاجة إلى الخضوع لمتطلبات الحجر الصحي الإلزامي واختبارات الكشف عن الفيروس. في الوقت الحالي لا تشترط منطقة شنغن ضمن المتطلبات اللازمة لدخولها لعام 2021 أن يقدم المسافرون شهادات تثبت أنهم قد تم تطعيمهم ضد فيروس كورونا من أجل دخول منطقة شنغن. إلا أن ذلك يمكن أن يتغير مستقبلًا، وفقًا لما ألمحت إليه مبادرة “جواز السفر الأخضر” التي اقترحها الاتحاد الأوروبي مؤخرًا (والتي يطلق عليها الكثيرون اسم جواز سفر اللقاح الأوروبي). إذا كنت تخطط لرحلة مستقبلية إلى منطقة شنغن، فربما تشعر بالقلق إزاء اشتراطات دول الاتحاد الأوروبي التي ستطلب شهادات التطعيم في المستقبل كشرط لدخول المسافرين القادمين من خارج منطقة شنغن. لذلك سوف نتناول من خلال هذا المقال متطلبات دخول منطقة شنغن لعام 2021 سواء المتطلبات الحالية أو المستقبلية في ظل نظام جواز سفر لقاح كورونا الحالي، بما في ذلك ما إذا كنت ستحتاج إلى جواز سفر لقاح كورونا من أجل السفر إلى أوروبا أم لا.

ما هو جواز سفر لقاح كورونا؟

  • جواز سفر لقاح كورونا هو في الوقت الحالي عبارة عن فكرة نظرية بحتة، حيث يقوم فيها الأفراد الذين تم تطعيمهم ضد الفيروس بتقديم إثبات على تلقيهم جرعات اللقاح بالكامل، وبالتالي يمكنهم الدخول إلى البلدان التي تسمح بالدخول فقط للمسافرين الذين تلقوا اللقاح دون غيرهم.
  • وفي ظل هذا النظام لجواز سفر لقاح كورونا، سوف تحد البلدان من تفشي الوباء وتحافظ على سلامة سكانها عن طريق رفض دخول الأجانب الذين لم يتم تطعيمهم بعد.
  • في حين أن جوازات سفر كورونا لم يتم العمل بها بعد من قبل أية دولة أو منظمة، إلا أن هناك مؤشرات على أن بعض الدول أو الكيانات سوف تسعى لإنشاء نظام كهذا لجواز سفر لقاح كورونا في المستقبل القريب (مثل الاتحاد الأوروبي، الذي يقوم بالفعل باستحداث شكل من أشكال جوازات سفر لقاح كورونا الخاصة بالاتحاد الأوروبي والذي يُعرف باسم جواز السفر الأخضر).
  • نظرًا لأن جوازات سفر كورونا لم يتم تطبيقها بعد، فإنها يمكن أن تتخذ في النهاية شكل هويات رقمية أو وثائق مادية، حيث سيتم مسحها ضوئيًا أو تقديمها على المعابر الحدودية للدول أو قبل الصعود على متن الرحلات الجوية الدولية.

جواز السفر الأخضر

  • منذ بداية الوباء، اشتملت الجهود المبذولة لاحتوائه على إجراءات اتخذها الاتحاد الأوروبي بشكل جماعي (مثل تقييد أو حظر دخول الأشخاص من دول معينة خارج الاتحاد الأوروبي)، وكذلك على مبادرات اتخذتها الكثير من الدول بشكل فردي تجاه مواطنيها والمقيمين فيها (مثل فرض حظر التجول والإلزام بإجراء اختبارات الكشف عن الفيروس وإخضاع المسافرين الوافدين حديثًا للحجر الصحي، وما إلى ذلك من التدابير والإجراءات).
  • وضع الوباء “حرية التنقل” للمواطنين والمقيمين بالاتحاد الأوروبي موضع الاختبار، وهي المبدأ الذي يقوم عليه الاتحاد الأوروبي من الأساس. وبينما كان سكان الاتحاد الأوروبي قادرين على التنقل في جميع أنحاء المنطقة منذ بداية الوباء، كانت منطقة شنغن تجاهد للتعامل مع ملف الوباء دون المساس بحقوق المواطنين في التحرك بسلاسة في جميع أنحاء المنطقة.
  • الشهادة الرقمية الخضراء (المعروفة أيضًا باسم جواز السفر الأخضر) تجسد محاولات المفوضية الأوروبية المستمرة للتوفيق بين هذين المبدأين.
  • أُعلن عن جواز السفر الأخضر في مارس 2021، وهو ما يُفترض أن يصبح متاحًا للمواطنين والمقيمين بالاتحاد الأوروبي في صيف هذا العام. وتم الإعلان عن أنه سيكون عبارة عن هوية رقمية قابلة للمسح الضوئي وليس بطاقة مادية، سيتيح جواز السفر الأخضر في النهاية للمقيمين في الاتحاد الأوروبي عرض بياناتهم المتعلقة بفيروس كورونا، بما في ذلك تقديم إثبات على واحدٍ مما يلي:
    • نتيجة اختبار سلبية لفيروس كورونا.
    • تلقي لقاح كورونا.
    • الإصابة بمرض كوفيد-19 من قبل.
  • في حين أنه يُطلق على جواز السفر الأخضر اسم جواز سفر لقاح الاتحاد الأوروبي، إلا أن هذه تسمية خاطئة. ففي المستقبل سيكون بإمكان المواطنين والمقيمين بالاتحاد الأوروبي (بما في ذلك المقيمون الذين جنسياتهم تتبع لدول من خارج الاتحاد الأوروبي) السفر في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي سواء بجواز السفر الأخضر أو بدونه، حيث لن يكون مطلوبًا للدخول إلى أية دولة من دول الاتحاد الأوروبي.
  • ومع ذلك فسوف يتم من الناحية النظرية إعفاء الأفراد الذين يحملون جواز السفر الأخضر من متطلبات ما بعد الدخول مثل الخضوع للحجر الصحي أو إجراء اختبار الكشف عن فيروس كورونا، وهي المتطلبات التي سيخضع لها غير الحاملين لجواز السفر الأخضر.

دول الاتحاد الأوروبي التي تطلب شهادات التطعيم

  • على الرغم من أن جواز السفر الأخضر مُوجَّه بالدرجة الأولى لسكان دول الاتحاد الأوروبي، إلا أنه بعد تطبيقه سيتم تقديمه أيضًا للأجانب الساعين للسفر إلى بعض دول الاتحاد الأوروبي. على سبيل المثال؛ إذا كنت من الولايات المتحدة الأمريكية وترغب في السفر إلى فرنسا، فقد تتمكن في الأخير من طلب جواز سفر أخضر من فرنسا، والذي سيكون بمثابة دليل على أنك إما قد تلقيت التطعيم بكامل جرعاته أو أنك خضعت لمسحة كورونا جاءت نتيجتها سلبية أو أنه سبق لك الإصابة بالمرض (بافتراض أنك قد أصبت بالمرض بالفعل).
  • مع ذلك ففي الوقت الحالي لا تطلب أية دولة أوروبية من المسافرين تقديم إثبات على أنه تم تطعيمهم ضد فيروس كورونا كشرط للدخول، كما لا توجد متطلبات لإثبات الإصابة السابقة بالمرض. (هناك بعض الاستثناءات لهذه القاعدة العامة، مثل آيسلندا، والتي سيتم توضيحها أدناه).
  • وعلى الرغم من ذلك ففي حين أنك لا تحتاج حتى الآن إلى جواز سفر فيروس كورونا لدخول منطقة شنغن، إلا أنه في الوقت الحالي لا تزال معظم دول شنغن تطلب من أولئك الذين تلقوا بالفعل لقاح فيروس كورونا الخضوع لاختبار الكشف عن الفيروس قبل السفر وبعد الوصول. هذا يعني أنه إذا كنت مسافرًا إلى منطقة شنغن ولم تقم بتقديم نتيجة مسحة سلبية لفيروس كورونا (أو أتت نتيجة فحصك في المطار إيجابية لفيروس كورونا)، فلن يُسمح لك بالصعود على متن طائرتك، حتى إذا كان لديك إثبات على تلقيك التطعيم ضد المرض.
  • ومع ذلك فإن عددًا قليلًا من البلدان يعفي الأفراد الذين تلقوا اللقاحات من إجراء اختبارات ما قبل السفر وقيود ما بعد الوصول المتعلقة بفيروس كورونا.
  • إذا كنت تخطط للقيام برحلة إلى منطقة شنغن، فينبغي أن تحرص على التحقق من متطلبات الدخول المحددة للدولة التي تنوي دخولها وذلك قبل فترة كافية من السفر.

متطلبات دخول منطقة شنغن لعام 2021

  • تطلب العديد من دول شنغن حاليًا من المسافرين إلى المنطقة إجراء اختبار الكشف عن فيروس كورونا والحصول على نتيجة سلبية من أجل الدخول، يتم إخضاع جميع المسافرين إلى الحجر الصحي الإلزامي و/ أو اختبار فحص آخر ما بعد الوصول.
  • ضع في اعتبارك أن دول شنغن المختلفة لديها متطلبات مختلفة من حيث مواصفات الاختبار الذي تطلبه للكشف عن فيروس كورونا، مثل نوع الاختبار الذي سيقبلونه (تحليل بي سي آر “PCR” أم اختبار الأجسام المضادة، على سبيل المثال) أو الوقت المحدد لإجراء الاختبار قبل المغادرة (قبل 24 ساعة أم قبل 48 ساعة من موعد السفر، على سبيل المثال). كذلك يمكن أن تختلف هذه القواعد أيضًا اعتمادًا على البلد الذي تأتي منه وسبب سفرك.
  • على سبيل المثال؛ لدخول الدنمارك في الوقت الحالي، يجب على جميع المسافرين بما في ذلك مواطنو الدنمارك أنفسهم، تقديم إثبات على إجراء اختبار للكشف عن فيروس كورونا والحصول على نتيجة سلبية به قبل 24 ساعة على الأقل من المغادرة.
  • في المقابل فإن إستونيا التي فرضت حظرًا على جميع أشكال السفر لغير المواطنين والمقيمين باستثناء السفر الضروري، لا تطلب من المسافرين تقديم نتيجة اختبار سلبية لفيروس كورونا من أجل دخول البلاد. ومع ذلك فبعد دخول إستونيا، يخضع جميع المسافرين لفترة حجر صحي إلزامي مدتها 10 أيام، ما لم يوافقوا على إجراء (واجتياز) اختبار للكشف عن فيروس كورونا والذي يتم إجراؤه في غضون 72 ساعة بعد وصولهم.
  • في الوقت الحالي تسمح بعض دول شنغن للمسافرين بتقديم شهادات التطعيم الصالحة كوسيلة لتجنب التعرض لفترات الحجر الصحي الإلزامي بعد الوصول.
  • إستونيا، على سبيل المثال، تعفي جميع المسافرين الذين تم تطعيمهم ضد فيروس كورونا (بغض النظر عن الوجهة القادمين منها) من فترة الحجر الصحي الإلزامي البالغة 10 أيام بعد الوصول والتي تطبق على سواهم (ينطبق نفس الإعفاء أيضًا على من يقدمون إثباتًا على تعافيهم سابقًا من الإصابة بفيروس كورونا). هذا يعني أن المسافرين إلى إستونيا الذين يقدمون إثباتًا على أنهم تلقوا التطعيم أو أصيبوا سابقًا بفيروس كورونا لا يتعين عليهم الخضوع للحجر الصحي عند وصولهم إلى البلاد، ولا تقديم إثبات على سلبية نتيجة فحصهم بعد 72 ساعة من دخولهم البلاد.
  • مثال آخر: اعتبارًا من 6 أبريل، ستبدأ آيسلندا في السماح بدخول جميع الأجانب، بما في ذلك الأجانب المنتمين لدول من خارج منطقة شنغن، بشرط أن يقدموا إثباتًا على تلقي اللقاحات (أو إثبات على إصابتهم مسبقًا بمرض كوفيد-19). وبالتالي تعد آيسلندا واحدة من دول شنغن القليلة التي تجعل إثبات التطعيم (أو إثبات الإصابة السابقة) شرطًا لدخول فئات معينة من المسافرين. مع ذلك يُرجى ملاحظة أن هذا المطلب يسري فقط على المسافرين من دول معينة خارج الاتحاد الأوروبي، مثل كندا والولايات المتحدة الأمريكية، الذين لا يُسمح لهم بالدخول دون تقديم إثبات على تلقي اللقاح أو الإصابة بالعدوى من قبل، حتى إذا كانوا على استعداد للخضوع للاختبار قبل أو بعد الوصول بالإضافة إلى الحجر الصحي.
  • بعد أن تصبح برامج التطعيم أوسع انتشارًا، ويتم تطبيق آليات أفضل لتأكيد النتائج، فمن المرجح أن تتسع قائمة البلدان التي تتيح للمسافرين من متلقي اللقاحات الإعفاء من متطلبات إجراء الاختبار والخضوع للحجر الصحي.
  • ومع ذلك فإن الإعراض الذي قد تواجهه برامج التطعيم الإلزامية على المستوى المحلي (في أماكن مثل فرنسا على سبيل المثال، حيث أعرب أكثر من نصف سكان البلاد عن عدم رغبتهم في تلقي اللقاحات) قد يشكل عائقًا أمام التوسُّع في مبادرات جواز سفر لقاح كورونا في المستقبل.
  • شارك:

اتصل بنا

  • Check-iconإرشادات بشأن المستندات المطلوبة
  • Check-iconالمساعدة في تعبئة الاستمارة
  • Check-iconمواعيد التقديم
  • Check-iconمعلومات بلغات متعددة
  • Check-iconخدمة خالية من المتاعب
  • Check-iconدعم مباشر على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع