إحصائيات تأشيرة شنغن عن عام 2020 وتداعيات وباء فيروس كورونا
نشر بتاريخ: 28 يونيو 2021

مع استمرار حملات التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد على مستوى العالم في إطار المساعي الحثيثة لمكافحة الوباء، تفتح البلدان في جميع أنحاء العالم أبوابها أكثر فأكثر أمام الأجانب الوافدين الذين يسافرون لأغراض السفر غير الضرورية (بمعنى الذين يسافرون لأغراض السفر العادية). هذا الانفتاح التي تشهده اليوم أوروبا والكثير من دول العالم الأخرى هو على النقيض تمامًا مما كان عليه الوضع حتى قبل عدة أشهر، حينما كانت غالبية دول شنغن تغلق حدودها أمام جميع أشكال السفر باستثناء السفر للأسباب الضرورية أو المُلحَّة، وذلك في إطار جهودها المتضافرة لوقف انتشار وباء فيروس كورونا. ولا غرابة في أن حظر السفر الذي شمل جميع أنحاء العالم تقريبًا نتيجة لجائحة كورونا قد أدى إلى انخفاض في حركة السفر على مستوى العالم، وأدى بدوره إلى تراجع في أعداد الطلبات المقدَّمة للحصول على التأشيرات. نظرًا لأن دولًا كثيرة ومناطق بأسرها قامت بفرض حظر شبه كامل على كافة أشكال السفر لغير المواطنين والمقيمين لديها باستثناء السفر الضروري، فقد توقفت الإدارات القنصلية في جميع أنحاء العالم عن إصدار تأشيرات الدخول بناءً على توجيهات صادرة عن حكوماتها. وعلى مدى أكثر من عام كانت العديد من القنصليات لا تصدر التأشيرات للأجانب سوى لأغراض السفر المُلحَّة أو للضرورة القصوى. وكانت أوروبا تحديدًا مغلقة أمام دخول الأجانب طوال فترات الجائحة. ونتيجة لقيود السفر المختلفة التي فرضتها كل دولة من دول شنغن وكذلك القيود التي فرضتها المنطقة ككل، بالإضافة إلى التوصيات المتعلقة بإصدار التأشيرات، فقد انخفض عدد طلبات تأشيرة شنغن المقدَّمة في عام 2020 مقارنةً بنظيرتها لعام 2019. ولهذا سوف نلقي من خلال هذا المقال نظرة عامة ونستعرض بالشرح والتحليل لأهم إحصائيات تأشيرة شنغن لعام 2020 (بما في ذلك معدل رفض طلبات الحصول على التأشيرة وعدد الطلبات المقدَّمة للحصول على تأشيرة شنغن) في ضوء تداعيات جائحة فيروس كورونا.

كيف يتم إحصاء طلبات تأشيرة شنغن؟

  • عندما تقدم طلبًا للحصول على تأشيرة شنغن، فإنك تقوم بذلك من خلال قنصلية الدولة التي تسعى لزيارتها في منطقة شنغن.
  • لدى كل دولة من الدول الـست والعشرين بمنطقة شنغن العديد من القنصليات والإدارات القنصلية في دول العالم المختلفة، والتي تقوم بمعالجة طلبات تأشيرة شنغن المقدَّمة إليها من الأجانب الراغبين في الحصول على التأشيرة.
  • تقوم كل قنصلية برصد أعداد طلبات تأشيرة شنغن التي تتلقاها سنويًا. وفي نهاية كل عام، يتم حساب العدد الإجمالي للطلبات وتقديم تلك النتائج إلى المفوضية الأوروبية، والتي تقوم بجمع وإحصاء إجمالي عدد طلبات تأشيرة شنغن التي تلقتها جميع قنصليات دول شنغن مجتمعة.

إحصائيات تأشيرة شنغن 2020

  • في عام 2020 كان هناك 3,000,000 طلب لتأشيرة شنغن (أي 3 ملايين طلب للحصول على تأشيرة شنغن) تم تقديمها إلى قنصليات وسفارات دول شنغن في جميع أنحاء العالم. في حين أن هذا قد يبدو كمًا كبيرًا، إلا أننا سنجده رقمًا هزيلًا إذا ما تمت مقارنته بعدد تأشيرات شنغن والطلبات المقدَّمة في عام 2019، عندما تلقت منطقة شنغن 17 مليون طلب.
  • بناءً على الإحصائيات المذكورة أعلاه، انخفض عدد طلبات تأشيرة شنغن المقدَّمة في عام 2020 بنسبة 82% (مقارنةً بالأعداد المسجلة في عام 2019).
  • في عام 2020 تم إصدار 2,500,000 تأشيرة شنغن فقط (انخفاض بنسبة 83% عن معدلات عام 2019).
  • في حين أن أعداد طلبات التأشيرة المقدَّمة قد تأثرت بشدة من عام 2020 إلى عام 2019، إلا أن الدول صاحبة النصيب الأكبر من تقديم الطلبات ظلت كما هي نسبيًا (مع وجود بعض الاختلافات التي سيتم التطرق إليها أدناه).
  • في عام 2020 جاءت معظم طلبات تأشيرة شنغن من روسيا (654,000) تليها تركيا والصين. ومن الملاحظ أن أعلى الدول في تقديم طلبات تأشيرة شنغن أتت متشابهة في عامي 2019 و 2020.
  • أكبر خمس دول من حيث أعداد الطلبات التي قدمتها للحصول على تأشيرة شنغن في عام 2020 هي كما يلي بالأرقام:
    1. روسيا (654,000 طلب)
    2. تركيا (229,000 طلب)
    3. الصين (207,000 طلب)
    4. المغرب (180,000 طلب)
    5. الهند (168,000 طلب)
  • الدول التي كانت الأعلى في تقديم طلبات تأشيرة شنغن (أي أكبر خمس دول في تقديم طلبات تأشيرة شنغن) في عام 2019 هي كما يلي بالأرقام:
    • روسيا (4,000,000 طلب)
    • الصين (3,000,000 طلب)
    • الهند (1,000,000 طلب)
    • تركيا (900,000 طلب)
    • المغرب (700,000 طلب)
  • كما يظهر لنا من مقارنة البيانات بين عامي 2019 و 2020، فقد تضمنت قائمة أعلى خمس دول من حيث تقديم طلبات تأشيرة شنغن نفس مجموعة الدول، مع بعض التغيير في الترتيب.
  • تجاوزت تركيا كلًا من الصين والهند في أعداد طلبات تأشيرة شنغن المقدَّمة في عام 2020. هذه النتائج غير مفاجئة إطلاقًا بالنظر إلى الإجراءات الصارمة التي فرضتها الصين على السفر إلى أو من البلاد أثناء معركتها مع وباء فيروس كورونا. كذلك ليس من المستغرب انخفاض طلبات تأشيرة شنغن في الهند. فمن حيث أعداد الإصابات والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا، لا تزال الهند واحدة من أكثر الدول تضررًا على مستوى العالم. وبينما تعافت الصين إلى حد كبير من الفيروس، فلا تزال الهند تعاني تحت وطأة الأعداد الهائلة للإصابات. نتيجةً لذلك ففي حين أن العديد من دول شنغن تسمح حاليًا بالدخول غير المقيد للزوار القادمين من الصين، في المقابل لا يزال المسافرون القادمون من الهند إلى منطقة شنغن يواجهون عددًا من القيود المفروضة على الدخول.
  • أخيرًا كان معدل رفض طلبات تأشيرة شنغن في عام 2020 أكبر مما كان عليه في عام 2019. وهذا أمر منطقي، نظرًا لأنه في كثير من الحالات رفضت دول شنغن إصدار تأشيرات شنغن إلا لأسباب قهرية أو ضرورية.

أسباب أنخفاض أعداد الطلبات المقدَّمة وتأشيرات شنغن الصادرة

  • كما أوضحنا سابقًا، يمكن أن يُعزى الانخفاض في أعداد تأشيرات شنغن الصادرة وأعداد طلبات تأشيرة شنغن المقدَّمة بشكل كبير إلى جائحة فيروس كورونا (التي بدأت تظهر بشكل جدي في عام 2020) والقيود التي فُرضت بالتالي على دخول الأجانب والتي تم تطبيقها في جميع أنحاء منطقة شنغن وبقية أرجاء العالم.
  • على مدى عام 2020 فرضت دول شنغن بشكل جماعي وفردي عددًا من القيود على دخول الأجانب وغير المقيمين بها. وشمل ذلك حظر السفر على جميع المسافرين القادمين من بلدان معينة، وحظر جميع أشكال السفر باستثناء السفر الضروري، بالإضافة إلى فرض بعض الإجراءات الإلزامية والقيود المرهقة على المسافرين المسموح لهم بالدخول سواء قبل السفر أو بعد الوصول (والتي تضمنت -وفي بعض الحالات لا تزال حتى الآن تتضمن- إجراء اختبارات الكشف عن فيروس كورونا وخضوع المسافرين القادمين للحجر الصحي).
  • بالإضافة إلى العراقيل التي تحول دون دخول المسافرين إلى دول المنطقة، أقرت كل دولة من دول شنغن أيضًا مجموعة من القيود الداخلية المختلفة، والتي أدت إلى تعطيل كبير في سير الحياة اليومية داخل البلدان المختلفة؛ بما في ذلك فرض حظر التجول، وقيود السعة القصوى التي تحدد نسبة معينة من الأفراد الذين يُسمح بتواجدهم في المنشآت والمرافق المختلفة، وإغلاق جميع الأعمال والخدمات باستثناء الأساسية منها. الإغلاق شبه الكامل لمناطق الجذب السياحي في منطقة شنغن، وكذلك إغلاق المطاعم والحانات والأماكن العامة على نطاق واسع، وحظر التجمعات العامة، كل هذا أدى إلى تقليل الدوافع للسفر إلى منطقة شنغن طوال عام 2020.
  • بالإضافة إلى القيود المفروضة على السفر والقيود الأخرى المحلية التي تم تطبيقها داخل الدول المختلفة، كذلك يمكن أن يُعزى الانخفاض في طلبات تأشيرة شنغن إلى إغلاق قنصليات دول شنغن في جميع أنحاء العالم أو خفض مستوى نشاطها بدرجة كبيرة، حيث قللت العديد منها بشكل كبير من عدد تأشيرات شنغن التي تصدرها (أو توقفت عن إصدار تأشيرات شنغن جديدة إلا في حالات الضرورة القصوى أو الأسباب القهرية).
  • شارك:

اتصل بنا

  • Check-iconإرشادات بشأن المستندات المطلوبة
  • Check-iconالمساعدة في تعبئة الاستمارة
  • Check-iconمواعيد التقديم
  • Check-iconمعلومات بلغات متعددة
  • Check-iconخدمة خالية من المتاعب
  • Check-iconدعم مباشر على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع