ما هي توصيات الاتحاد الأوروبي بشأن السفر الآمن في أوروبا خلال الموسم السياحي؟
نشر بتاريخ: 01 يوليو 2020

كان العام 2020 عامًا يشوبه الغموض وتسيطر عليه حالة من عدم الاستقرار في ظل حالة الإغلاق العام على مستوى العالم، حيث رأينا العديد من الدول حول العالم تغلق حدودها أمام المسافرين. لقد تعرضت السياحة في أوروبا على وجه الخصوص لضربة قوية نظرًا لأن منطقة شنغن شكلت أحدى أشد بؤر تفشي الوباء عنفًا على مستوى العالم. ومع ذلك فقد بدأت الدول الأوروبية إعادة فتح الحدود تدريجيًا مثل إسبانيا التي قامت مؤخرًا برفع قيودها من أجل الموسم السياحي. ونتيجة لذلك بدأ العديد من الراغبين بالاستمتاع بالعطلات السياحية في التخطيط للسفر إلى منطقة شنغن خلال صيف 2020.

ومع ذلك فإن هذا لا يعني أن خطر الإصابة بالعدوى قد زال الآن وأنه لا ينبغي على المسافرين توخي الحيطة والحذر، فلا تزال تدابير الوقاية ومكافحة العدوى أثناء السفر والموسم السياحي على رأس الأولويات، حيث لا يزال احتمال حدوث موجة ثانية من تفشي فيروس كورونا يشكل هاجسًا مقلقًا باستمرار.

من أجل مساعدة المسافرين فقد أصدر الاتحاد الأوروبي تعليمات رسمية بشأن الصحة والسلامة للسفر الآمن إلى أوروبا. وينبغي استخدام هذه التوصيات والتوجيهات جنبًا إلى جنب مع التدابير الوقائية ضد فيروس كورونا المستجد والتي قامت بوضعها السلطات الوطنية. في هذه المقالة سوف نلقي نظرة على توصيات الاتحاد الأوروبي للمسافرين أثناء سفرهم إلى منطقة شنغن.

احترم التباعد الاجتماعي وتجنب الطوابير

بينما لا يزال التهديد الذي يمثله فيروس كورونا قائمًا، فإن الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي هو أمر حتمي حتى تتمكن الدول من إعادة فتح حدودها وتسمح بالسفر والتنقل مرةً أخرى، وكذلك ينبغي على المسافرين والموظفين الالتزام بالممارسات الصحية التي تضمن نظافة الأيدي والجهاز التنفسي طوال الوقت. لاشك أن التخفيف من قيود الإغلاق يقتضي من الأفراد التصرف بمسؤولية أكبر عندما يكونون في الأماكن العامة.

يطلب الاتحاد الأوروبي على وجه التحديد من المسافرين القيام بحجز تذاكرهم وتسجيل الوصول عبر الإنترنت في محاولة لتقليل الطوابير. كما ينبغي احترام قواعد التباعد الاجتماعي عند جمع الأمتعة وأثناء الفحص الأمني ​​وكذلك أثناء الصعود إلى الطائرة. عند السفر قد يُطلب من الركاب الصعود إلى الطائرة من الخلف بطريقة منظمة للمساعدة على ضمان وجود مسافة كافية بين المسافرين في جميع الأوقات.

الالتزام بالمحافظة على النظافة الشخصية بات أمرًا ضروريًا أيضًا، ويجب على المسافرين الحفاظ على نظافة أيديهم وتجنب لمس وجوههم بالإضافة إلى الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي. ينبغي توفير مواد التعقيم أو المطهرات للركاب في كل من المركبات ومراكز النقل الرئيسية مثل المطارات أو محطات القطار.

ومع ذلك فإن التباعد الاجتماعي لا يقتصر على السفر فحسب. يجب على نزلاء الفنادق وأماكن الإقامة الأخرى، بالإضافة إلى رواد المطاعم وزوار المعالم الثقافية ممارسة إجراءات الوقاية من فيروس كوفيد-19 قدر الإمكان. ويشمل ذلك الإبقاء على مسافة آمنة من النزلاء والزوار الآخرين، والسعال والعطس بعيدًا عن الآخرين باستخدام المناديل الورقية أو ثني الكوع، والغسل أو التعقيم المنتظم لليدين، وارتداء أقنعة الوجه.

كن متفهمًا لبروتوكولات السفر الجديدة

في إطار الجهود الرامية إلى ضمان السفر الآمن، ستحتاج الرحلات الجوية وغيرها من أشكال النقل أن تخضع لتغييرات كبيرة. قد يكون هذا محبطًا للركاب وخاصةً إذا كان ذلك يعني أن المسافرين من أفراد نفس الأسرة قد يجلسون في مقاعد متفرقة بعيدًا عن بعضهم البعض. هذه البروتوكولات الجديدة تهدف إلى ضمان السلامة للجميع، ومع ذلك فمن المهم بالنسبة للمسافرين فهم القواعد الجديدة واستيعابها بصورة جيدة.

على سبيل المثال، فمن المحتمل أن يُسمح بوجود عدد قليل فقط من الركاب في الرحلات الجوية والحافلات والقطارات والعبَّارات. قد يعني الترتيب الجديد للمقاعد أيضًا أن يجلس المسافرون على مسافة من بعضهم – حتى لو كانوا يسافرون برفقة بعضهم البعض. ومن الممكن أيضًا أن يتم إيقاف خدمات الطعام والشراب المعتادة وذلك لتقليل الاحتكاك.

وقد نُصِحت شركات النقل بتركيب حواجز واقية بين الركاب وبين الموظفين لديها مثل السائقين. كما سيتم تزويد موظفي النقل بمعدات الحماية اللازمة مثل أقنعة الوجه. لمنع الركاب من الاضطرار إلى لمس الأزرار أو المقابض بلا داع، فقد تم توجيه شركات النقل إلى فتح الأبواب تلقائيًا في كل محطة.

يُعتبر التعقيم أولوية قصوى في إطار السعي إلى تجنب انتشار الفيروس وعلى هذا الأساس فقد قدم الاتحاد الأوروبي نصائحه إلى شركات النقل لضمان تنظيف جميع المركبات والمحطات والموانئ والمطارات بصورة منتظمة. يجب أيضًا توفير جِلّ التعقيم وجعله في متناول الأيدي قبل الصعود وأثناء التواجد على متن الطائرات أو السفن.

كما أوصى الاتحاد الأوروبي بأنه ينبغي أن تكون هناك تهوية مناسبة في مراكز النقل الرئيسية وفي المركبات. وينبغي أن تكون الأولوية للتهوية الطبيعية حيثما كان ذلك ممكنًا. وإلا فإنه يجب استخدام مرشحات الهواء الملائمة.

في حالة مرض أحد الركاب أو أحد النزلاء في أماكن الإقامة أو ظهور أعراض فيروس كورونا المستجد عليه، فقد تم توجيه شركات السفر والفنادق بوضع الاستراتيجيات الهادفة إلى تخفيف المخاطر لضمان صحة الآخرين وسلامتهم. سوف يُطلب من المسافرين المرضى الامتثال للبروتوكولات المعنية والمعمول بها وبذل كل ما في وسعهم لضمان سلامة الآخرين.

ارتداء قناع الوجه

على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها السلطات والموظفون والركاب إلا أن التباعد الجسدي قد لا يكون ممكنًا طوال الوقت. وعلى هذا الأساس يتم تشجيع المسافرين على (وقد يكون لزامًا عليهم) ارتداء أقنعة الوجه أثناء السفر، خاصةً في مراكز النقل الرئيسية والمركبات المستخدمة لنقل مجموعات الركاب.

وفقًا للاتحاد الأوروبي فلا يلزم أن تكون الأقنعة من الأنواع الطبية، إلا أن السلطات الوطنية سوف تصدر المتطلبات الدقيقة في هذا الشأن. قد تختلف البروتوكولات حسب وسيلة النقل والمخاطر الوبائية في البلد ومدى توافر الأقنعة. ومع ذلك فإن العاملين في مجال النقل ينبغي أن يقوموا بارتداء الأقنعة وغيرها من معدات الحماية الشخصية الضرورية طوال الوقت.

إن استخدام الأقنعة قد لا يعني بالضرورة عدم احتمالية التقاط شخص ما للعدوى، وذلك لأن قطرات الماء على نسيج القناع يمكن أن تؤدي إلى العدوى. ومع ذلك فإن ارتداء القناع يمنع الأفراد المرضى من نشر الفيروس لأنهم يسعلون أو يعطسون في القناع بدلاً من الهواء. ونظرًا لأن فيروس كورونا المستجد له فترة حضانة مدتها 14 يومًا فإن المسافرين الذين لا تظهر عليهم أي أعراض قد يكونوا مصابين بالمرض ولهم القدرة على نقل الفيروس دون أن يدركوا هذا الأمر. يساعد الاستخدام الموسع والشامل للأقنعة على منع حدوث ذلك.

التزم ببروتوكولات السلامة في جميع الأوقات

يمتد السفر ليشمل ما هو أبعد من التنقل، وبالمثل يجب أن تكون البروتوكولات المعنية كذلك. سوف يحتاج المسافرون في جميع أنحاء دول شنغن إلى أماكن للإقامة، ومن المرجح أن يرتادوا الأماكن العامة كالمطاعم على سيبل المثال وقد يزورون أيضًا العديد من المناطق السياحية. وفي كل حالة من هذه الحالات فإن الالتزام بممارسة التدابير الوقائية ضد فيروس كورونا المستجد سوف يبقى من الأهمية بمكان وذلك لضمان سلامة جميع المشاركين طالما بقي خطر الإصابة قائمًا.

يتوقع الاتحاد الأوروبي أن تفرض الفنادق والمطاعم والمزارات السياحية نفس التوجيهات المتعلقة بالتباعد الاجتماعي والمستخدمة في كافة وسائل النقل. وهذا يشمل توفير معلومات واضحة ومرئية بشأن نظافة اليدين واستخدام الأقنعة والتنظيف والتطهير والتباعد الجسدي والآداب السلوكية في حالات مثل السعال أو العطس.

يجب أن يتلقى النزلاء والزوار أية معلومات أساسية حول التوجيهات الحالية الصادرة من السلطات الصحية المحلية قبل الوصول. يجب أيضًا إبلاغهم بوضوح بشأن التدابير الخاصة المطبقة في منشأة معينة قبل الوصول وكذلك أثناء إقامة النزيل. يجب على المسافرين الذين لم يفهموا بوضوح أي شيء في البروتوكول طلب المشورة من الموظفين، والذين يجب تدريبهم على التدابير الوقائية من فيروس كورونا المستجد.

ابق على اطلاع بأحدث التوجيهات

لا يزال هناك الكثير من الأمور المجهولة بشأن فيروس كورونا المستجد وكذلك فإن الآثار المترتبة على تخفيف قيود السفر لم تتحدد بعد. ونتيجة لذلك من المحتمل أن تتغير توجيهات وإرشادات السلامة في المستقبل. يتحمل المسافر مسؤولية البحث والمتابعة لأحدث التدابير الوقائية وبروتوكولات السلامة قبل السفر.

كذلك أوصى الاتحاد الأوروبي شركات السفر والمرافق السياحية بتزويد المسافرين والزائرين والنزلاء بمعلومات وتوجيهات واضحة قبل السفر. يجب على الموظفين إجراء التنظيف والتطهير بصورة منتظمة، وبصفة خاصة للأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر، كما يجب الحفاظ على التهوية الجيدة. يجب أن يتم تطبيق قواعد الوقاية من العدوى ومكافحتها من قبل الموظفين، ويجب أيضًا وضع خطة عمل في حالة اكتشاف التعرض للعدوى داخل المنشأة.

سافر، ولكن بأمان

ليس هناك شك في أن قيود السفر وحالات الإغلاق فرضت قدرًا كبيرًا من الضغط على الأفراد والشركات والاقتصاد بشكل عام. ولذلك يعتبر التخفيف التدريجي لهذه القيود أولوية قصوى بالنسبة للاتحاد الأوروبي، خاصةً أنه يُمكن من استعادة حرية التنقل. كما عانت العديد من العائلات من الشتات لعدة أشهر في محاولة لإبطاء انتشار الفيروس والحد من ارتفاع معدلات الإصابة.

في حين أنه من الإيجابي أن تنفتح الدول على السفر من وإلى الخارج، إلا أن هذا الأمر سيبقى ممكنًا فقط طالما بقي الوضع الوبائي مستقرًا وتحت السيطرة. تقوم دول شنغن بتخفيف قيود السفر من خلال نهج تدريجي ومنسق، لذلك فمن المحتمل أن يتم تطبيق الإرشادات المذكورة بالأعلى بشكل أكثر صرامة في بعض البلدان والمناطق مقارنة بغيرها وذلك اعتمادًا على الوضع الصحي للمنطقة في ذلك الوقت.

لمزيد من المعلومات حول السفر الآمن، تأكد من زيارة الموقع الإلكتروني الخاص بالاتحاد الأوروبي للاطلاع على أحدث الإرشادات الصادرة عنهم. تقدم منظمة الصحة العالمية أيضًا موارد موسعة للمسافرين. كما ينبغي أن تقوم كل دولة بعرض بروتوكولاتها المحلية بوضوح على المواقع الإلكترونية المحلية الخاصة بها. يجب اتباع تلك البروتوكولات بالإضافة إلى التوجيهات التي وضعها الاتحاد الأوروبي. أخيرًا فإن المسافرين مدعوون قبل السفر إلى التعرف على الإرشادات والتوجيهات التي تضعها الفنادق و مناطق الجذب السياحي في الأماكن التي ينوون زيارتها خلال رحلتهم.

مع إعادة فتح الأنشطة التجارية وبدء مواطني أوروبا في السفر مرةً أخرى، فمن الممكن بالتأكيد الاستمتاع بصيف آمن ومريح بعد فترة طويلة من العزل والبقاء في المنازل. من الممكن أيضًا أن يجتمع الناس الآن مع أحبائهم. ومع ذلك فمن أجل ضمان استمرار الأمان والسلامة للجميع في ظل تخفيف القيود، يجب مراعاة الاحتياطات الصحية اللازمة في جميع الأوقات.

  • شارك:

اتصل بنا

  • Check-iconإرشادات بشأن المستندات المطلوبة
  • Check-iconالمساعدة في تعبئة الاستمارة
  • Check-iconمواعيد التقديم
  • Check-iconمعلومات بلغات متعددة
  • Check-iconخدمة خالية من المتاعب
  • Check-iconدعم مباشر على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع